
(1)
ليالي الاسكندرية تختلف عن ليالي أي مدينة أخرى
فحين تقف أمام بحرها ، وتشاهد أمواجه وهي تتقافز في مرح طفوليّ محاولة الوصول إلى القمر الباسم في سماءها ، ترى صورة طفولية لصغار يمدون أيديهم أمام أبٍ يداعبهم ، ونجوماً تتلألأ من حوله أعيناً ملائكية ساهرة تحرس متحف الجمال الرباني
كروانُ يتلو تسابيحاً يرددها عبر سماء يتهادى فيها سحابٌ يدفعه نسيم رقيقٌ، يودُّ المتأمل لو يركبه كبساط ريح ليسبح به في سماء الاسكندرية الساحرة
صورة ربانية ، ما إن تتأملها وإلا وتشعر برغبة عينيك في أن تُنزِلَ أستارها بعد أن تطبع تلك الصورة في مخيلتك ، وتترك لعقلك الفرصة ليحلم .. ويحلم .. ويحلم
8/5/2011
(2)
زرقة ماء البحر في عينيك تغويني أن أسبح فيهما
وأغوص في أعماقهما
.
.
.
.
.
وأغوص
.
.
.
.
.
وأغوص
.
.
.
.
.
حتى الغرق
.
.
.
ثم أبحث عن طوق للنجاة
فلا أجد سوى ذراعيك تحيطان بي
ويغرقاني مرة أخرى في بحر أحضانك
................
أحبك أيا بحراً عشقت الغرق فيه
فطوبى لمن (يحيا) غرقاً في بحر الهوى ♥
26 / 5 / 2011م
23/ 6/1432هـ
(3)
ما أروع أن تشهد لحظة الغروب .. حين يهفو قرص الشمس لمعانقة أمواج البحر ، فيحث الخُطا
وأمواج البحر تتقافز محاولة الوصول إليه
ثم تأتي تلك اللحظة حين يصل قرص الشمس إلى مبيته فتفتح الأمواج ذراعيها لتحتضن حبيبها برفق
ويغوص قرص الشمس في أحضانها رويداً رويداً حتى يغيب عن النظر في مشهد يجسد عشق الطبيعة
يغيب قرص الشمس عن الأنظار ليشرق في أحضان البحار ، ثم يُخفِت ضوءه كي يقضي مع الأمواج ليلة حالمة تحت ضوء القمر .. ليشرق من جديد حاملاً معه أشعة أمل ودفء حب تعلمهما في أحضان البحر♥
أميمة الشاذلي
لحظة غروب الشمس على شاطىء سيدي جابر
31/5/2010م
28/6/1432ه