23‏/03‏/2009

اشتقت إليَّ





تكسرت أمواج شعري على شاطيء أحزاني..
عادت الكلمات صامتة إلى أعماق بحر وجداني
ابتلعتها غصة تزيد مرارة أشجاني..
ما استطاعت كلماتي الخروج إلى عالم يلقيها خلف قضبان..
ليس جبناً ولكن ما تحمله أمواج قلبي لا يحتمله لساني..
في الحقيقة هو ليس بموج..
بل إعصار..
إعصار يعصف بكياني..
إعصار قام فأخذ معه ما تبقى فيَّ من إنسان..
أراد أن يخرج.. فحال بينه وبين عالم الإفك لساني..
عقد لساني كأن شللاً قد أصابه
هاج البحر أكثر وأكثر..
امتزجت أمواجه برياح عاتية تعصف بجوانحي..
حاولت تهدئته..
قلت: أجِّل خروجك إعصاري.. فليس هذا بأوانك..
حاولت وحاربت وجاهدت
ولكن ..
لكل حرب ضحايا
وضحية حرب أعماقي كان إنساناً يقبع بداخلي..
شاعراً صغيراً
كان أول ما رأت عيناه دماً وسواداً..
وأول صوت سمعه الرصاص..
فكان أول ما نطق به هو صرخة ألم..
كان هو الضحية..
لم أقدر أبداً أن الحرب ستسفر عن فقداني إياه..
اشتعلت في داخلي حرب من نوع آخر..
إنها حرب الحيرة..
فبين ألم الفراق وأمل العودة بتُّ أحيا
ولكن..
كيف للزرع أن يحيا بلا مطر؟!!!
وكيف للقلب أن يعزف بلا وتر؟!!!
وإذا نضب الماء.. فكيف يكون البحر؟!!
عد إليَّ شاعري..
عد فأنت لي القدر..

أميمة الشاذلي
الاثنين 23/3/2009