06‏/09‏/2012

هو .. وهي



هو: رقصْت معاها .. فيها ايه اني أرقص معاها؟! مش قلنا ان الواحد عشان ينجح لازم يجاري الجو اللي عايش فيه؟!!!
هي: تقوم تجاريه على حسابي؟!!
هو: يقول علينا ايه حسني بيه دلوقتي؟!
هي: م يقول اللي يقوله!
هو: لازم تفهمي إن فيه أصول وتقاليد لازم نراعيها
هي: دلوقتي بتتكلم عن التقاليد؟! كانت فين التقاليد دي أيام زمان؟!!
هو: كانت دايماً موجودة
هي: وايه اللي فتح عينيك عليها النهاردة؟!
هو: المجتمع اللي احنا عايشين فيه
هي: تبقى غلطتي .. أنا اللي خدتك على المجتمع ده وأنا اللي عرفتك بالناس
هو: الناس عمرها م اعترفت بينا احنا الاتنين
هي: واعترفت بيك انت لوحدك .. مش كده؟!! ده مجتمع جبان تقدر تفرض عليه إرادتك لو كنت قوي
هو: أنا مقدرش أفرض أخطائي على الناس
هي: الناس كلها أخطاء
هو: لكن بيداروها
هي: مبيداريهاش غير الضعيف
هو: يعني أنا ضعيف؟!!
هي: ويعني أنا خطيئتك؟!!!
هو: حبنا هو خطيئتنا
هي: يبقى نصلح الخطأ ده .. نتجوز
لحظة صمت واندهاش وارتباك
هو: بس ............
هي: (مجروحة) اخرس!! اوعى تقول ولا كلمة .. أنا اللي حرفض أتجوزك .. أنا اللي أرفض أتجوز انسان ضعيف زيك .. حتى لو ركعت تحت رجليا
هو: يا منى متحطميش كل شيء أنا بحبك .. أنا مش عايزة أسيبك أبداً .. مش قادر أسيبك أبداً .. احنا لازم نتجوز بس خايف ليكون جوازنا ضد مصلحتنا ..
هي: أو مصلحتك
هو: أبداً يا منى .. مصلحتنا احنا الاتنين .. تفرق ايه لو نكمل حياتنا زي م احنا عايشين؟ يغيّر ايه من حبنا لو خليناه في السر؟! فكري في المركز اللي وصلتله يا منى !
هي: المركز اللي وصلتله ده الفضل فيه ليَّ أنا .. دلوقتي بتتستر عليَّ أشاركك فيه؟!
هو: لا يا منى!! انتِ اللي بنيتيني .. انت اللي عملتيني .. انتِ اللي خلقتي مني الانسان الناجح ده .. وعشان خاطر الإنسان اللي خلقتيه حافظي عليه وصونيه!
هي: وأنا؟! أنا ايه نصيبي؟!
هو: الخالق بيدي مبياخدش .. يكفيه عبادة خلقه .. وانا بعبدك!
هي: الخالق بيطلب من الناس إنهم يعبدوه في الجهر .. انت بتعبدني في السر
هو: العبادة في السر أخلص العبادات
هي: العبادة مش خطيئة .. انت بتعتبر حبك ليَّ خطيئة
هو: مش أنا دا المجتمع .. مجتمع من الكافرين .. محدش فيه مؤمن بيكي إلا أنا
هي: خليك نبى و انشر دعوتك
هو: مقدرش أكون نبي!!!
هي: ومين قالك انى اقدر اكون إله ؟؟!!
هو: أرجوكِ يا منى متحطميش في لحظة غضب كل اللي بنيناه!
هي: احنا صحيح كنا بنبني سوا .. لكن دلوقتي انت بتهدّ لوحدك

كان هذا مشهد عبقرياً من فيلم الخيط الرفيع للأديب الكبير إحسان عبد القدوس
أروع مشهد يجسد أنانية الرجل حين يحب ويمتلك ويرغب من حبيبته أن تضحي في سبيله هو .. في اللحظة التي لا يفعل فيها المِثل ..
ونسي الرجل أن من يحبه بشر .. لن تعطي للأبد دون مقابل ، ولن تقبل أن يبني الرجل حياته على حساب تضحياتها وسعادتها ..
ونسيت هي أنه رجل .. اعتاد على أن يأخذ ولا يعطي .. اعتاد على أن الأنثى هي مصدر عطاء أبدي كأم وكحبيبة وكابنة.. ويتعجب إذا ما طالبت بحقها المماثل لحقه في الحياة الكريمة الطبيعية ..
هي أعطت في العلن ولا تأخذ إلا في السر!
وهو أخذ في العلن ولا يريد أن يعطي إلا في السر!
هي بشر .. وهو بشر
هي تحبه .. وتريد أن تأخذ وتعطي .. لأنها أعطت الكثير
وهو يحبها .. ويريد أن يأخذ ويعطي .. ولكن ليس على حساب مستقبله الذي يتعارض مع ما تريده هي
هي تحبه .. وتريده أن يكون لها هي .. لأنها ستكون له هو وحده
وهو يحبها .. ويريدها أن تكون له هو .. ولكن لا مانع من أن يكون هو لغيرها لمجاراة المجتمع!!
ويظل الصراع الفلسفي بين "هو" و"هي" صراعاً أبدياً ..
ويظل "الخيط الرفيع" بين الحب والتملك والأنانية والتضحية مفقوداً.