10‏/09‏/2011

رداً على مقال د/ معتز عبد الفتاح


سوف أرد على النقاط اللي اختلفت فيها مع د/معتز عبد الفتاح بشأن مقاله الأخير والذي كان بعنوان: "دروس يوم 9 سبتمبر"

النقطة الثانية ونصها ما يلي:

المظاهرات السلمية المنظمة تحتاج كيانات منظمة قادرة على أن تحكم سلوك المنضوين تحتها. ومن يدعو للمظاهرات ولا يعرف كيف يتحكم فيها فعليه مسؤولية أخلاقية إن لم تكن عليه مسؤولية سياسية كذلك. ولا يكفيك أن تقول "لقد تركت الميدان الساعة 7، وما ليش دعوة بعد كدة." ومن المسؤول في النهاية عن من مات، وعن من أصيب في الاشتباكات من أبنائنا؟ حرام علينا ما نفعله بأنفسنا؟ هل نحن قررنا الدخول في حالة انتحار جماعي؟

رداً عليها: ما تدعو إليه هو أمر أشبه بالمستحيل .. فالمتظاهرون لن يتمكنوا من الاستمرار في التظاهر من الصباح وحتى المساء رغبة في السيطرة على المتهورين منهم.. فمن الطبيعي أنهم لن يصمدوا ساعات طوال بل سيعودون إلى بيوتهم ليأتي غيرهم.. كما أن الثوار أنفسهم متنوعي الفئات ..ففيهم من يسير في المسيرة مع هتافات مشروعة خالية من أي سب ، وفيهم من يحتوي هتافه على سب ، ومنهم من يحتوي هتافه على السباب والشتائم (القبيحة) .. فيهم من يفقد أعصابه فيقوم بإلقاء الحجارة على الجهة الأخرى سواء كانت من الأمن المركزي أو الشرطة العسكرية ، وفيهم من يقوم بإلقاء قنابل المولوتوف وجميعهم يحبون مصر ولكن كل بطريقته الخاصة التي قد نتفق أو نختلف معها ولكن الخلاصة أنه من الصعب السيطرة على شتى فئات الثوار ،وحل هذه النقطة ربما يكمن في وجود قوة تقود المظاهرات يلتزم فيها من يسير وراءها بالتقيد بقانونهم..أعني على سبيل المثال ما يحدث في مسيرات الاسكندرية حين تأتي سيارة نصف نقل محملة ببعض الشباب الذي له توجهات معينة وسلوك معتدل وتكون محملة بمكبرات الصوت ويقوم هؤلاء الشباب بقيادة المتظاهرين والتقيد بهتافات معينة وعلى هؤلاء الشباب التناوب فيما بينهم حتى يتمكنوا من الاستمرار حتى نهاية المظاهرات .. وهذا الإجراء لن يمنع التجاوزات إلا أنه سيقللها .. ولكننا لم يمكننا السيطرة على خروج سيارة نصف نقل أخرى عليها شباب قد يدفعه حماسه إلى أفعال وهتافات غير مسئولة .. ولذلك قلت في البداية أن السيطرة شبه مستحيلة

النقطة الرابعة ونصلها ما يلي:الحلقة المفرغة للوم الآخرين تقول: بعض الشباب يهاجمون مقار الداخلية والمنشآت العامة والخاصة، يخرج علينا من يقول ليسوا "بلطجية" وإنما هم شباب ثورة من طبقات اجتماعية أفقر (وهذا ليس ذنبهم)، الشرطة تضبط النفس أحيانا مثل ما حدث نهار الجمعة فتُنتَقد لأنها ضعيفة لم تقمع "البطلجية،" وحين تهاجم من تعتبرهم "البلطجية" مساء الجمعة يخرج عليك من يقول ليس من حقها أن تهاجمهم لأنهم ليسوا "بلطجية" وإنما هم ثوار من طبقة اجتماعية أفقر (وهذا ليس ذنبهم.) تتدخل الشرطة العسكرية لتقبض على من يهاجمون المنشآت العامة والخاصة لأنهم "بلطجية" وتحولهم إلى المحاكمات العسكرية، فيخرج علينا من يقول إنهم ليسوا "بلطجية" وإنما هم شباب ثورة من طبقات اجتماعية أفقر (وهذا ليس ذنبهم)... وتستمر الحدوتة وتزداد اتساعا

وردي على هذه النقطة ما يلي: من هاجموا السفارة ليسوا (بلطجية) بالفعل وإنما هم ثوار غاضبون قام البعض بإثارتهم فأخذهم الحماس وقاموا(برد فعل) متهورلكنه لا يعد بلطجة فهم لم يقتلوا أحداً أو يسرقوا شيئاً.. كل جرمهم أنهم اقتحموا مبنى ليس عليه رجل أمن واحد ليحميها.. نعم إن الاقتحام أمر خاطىء وخطأ قانوني إلا أنه لا يستوجب المحاكمة العسكرية ولا الاتهام بالبلطجة .. وهنا أسأل د/ معتز: أين حراسة المبنى ولماذا لم تسأل الأمن والجيش عن السبب الذي حدى بهم إلى ترك المبنى دون حراسة أمنية ولم يتدخلوا وهم يشهدون كل ما حدث حتى وصول الشباب إلى الطابق الذي به السفارة الاسرائيلية؟ وهذا بناء على شهادة الشهود بالإضافة إلى تقرير جرائد اسرائيلية.. أليس هذا أمر مريب؟ أمر آخر هو ما يخص حرق مبنى مديرية أمن الجيزة .. أليس من الغريب أن يترك الثوار حدث السفارة التاريخي الذي لم يسبق له مثيل ليتوجهوا الى مبنى (غير مجاور للسفارة) ليحرقوه؟! ثم إن ذاك المينى هو مبنى الأدلة الجنائية .. من من مصلحته حرق الادلة الجنائية التي تدين الداخلية؟ ثم ما سبب مصادرة شريط التصوير الخاص بكاميرا مراسل قناةالاون تي في والذي كان يصور الاحداث أمام مبنى الداخلية؟! ولماذا اعتدوا عليه ضرباً بعصيّهم؟ لو أنهم برآء مما يحدث ولو أن الثوار حقاً هم من قاموا بإحراق المبنى فلم لم يتركوا المصور الصحفي يمارس مهنته لتبرئة ساحة الأمن المركزي؟!؟ أليس هو بالأمر المريب؟!؟

النقطة التاسعة ونصها ما يلي: عض كتب القانون كانت تقول عن الشعب المصري إنه "شعب سبّاب" لتبرير لماذا لا تواجه المحاكم المصرية عقوبات "السب والقذف" بالشكل اللائق. يؤسفني أن أقول أن هذه هي البداية، ولا بد أن نعرف أن السباب والهمجية والفوضى والعشوائية والفهلوية وتضليل الآخرين والتدخين في الأماكن المغلقة ورفع صوت الكلاكسات والأغاني وتخطي الآخرين في الطوابير لا بد أن تكون لها عقوبات اجتماعية مغلظة ومعها عقوبات تشريعية صارمة وإلا سيطرد أسوأ من فينا أفضلَ من فينا

ردي على هذه النقطة هو أنه حتى وإن تم سن قانون يعاقب على السب والتطاول فإنه لن يطبق بشكل صحيح لان منفذي القانون أنفسهم يمارسون الشيء نفسه من سب وتطاول حتى في حديثهم العادي وليس فقط عند التعامل مع من يختلف منهم فكيف يحاسب أحدهم أحد الثوار أو غير الثوار وفاقد الشيء لا يعطيه؟!! إن علاج هذا الأمر يكون من خلال معالجة الأمر مجتمعياً وأخلاقياً وهو لن يحدث في الوقت الحالي بل على المدى الطويل

وأخيراً النقطة العاشرة ونصها ما يلي:من قالوا "لا" لرئيس منتخب سريعا، وانسحاب سريع للجيش من الحياة السياسية، وبشرونا بفترة انتقالية أطول وجدل حول الدستور أولا، وضغطوا أو أعطوا للمجلس العسكري الفرصة كي يعدل في صياغة التعديلات الدستورية بما يؤجل انتخاب رئيس الجمهورية، أتفهم موقفهم، إنما ما لا أتفهمه هو استمرار بعضهم في ازدراء موقف الأغلبية التي قالت "نعم" بدعوى أن المجلس العسكري والإسلاميين خدعوهم، مع أن المسار الذي اختارته الأغلبية كان قطعا الأسلم والأسرع في إخراج العسكر من اللعبة السياسية

وأنا أختلف معه في أن "نعم" هي الطريق الاسرع للخلاص من حكم العسكر لان الاستفتاء كان على تعديل دستوري لدستور قديم .. وبعد ظهور النتيجة انبرى المجلس ليصرح بأن الدستور القديم قد سقط وأن الاستفتاء كان على مواد دستور جديد .. ولنا هنا وقفة.. فلو كان قد سقط حقاً فلماذا أسموه "تعديل"؟؟ الطبيعي والمنطقي ان يسمونه: "استفتاء على بعض مواد اعلان دستوري" .. ثم إن المادة رقم 56 في الاعلان الدستوري تعطي للمجلس نفس سلطات الرئيس السابق والتي جعلت منه شبه إله!! وهذه المادة لم يتم استفتاءنا عليها .. وبعد كل هذا ويقولون: ارادة شعب ونتيجة الاستفتاء!!! إن هذه المادة تقوض - إن لم تلغي أحياناً - ارادة الشعب ، ونتيجة الاستفتاء كانت على دستور قديم ولي على اعلان دستوري جديد .. وهذا ليس مسمى آخر سوى "التلاعب". ثم إن الغالبية قالت "نعم" فهل تخلصنا حقاً من حكم العسكر؟!!؟

أنا هنا قمت بالرد على بعض النقاط وليس كل النقاط التي ذكرها د/معتز عبد الفتاح في مقاله الأخير .. أما ما تبقى من المواد فأكاد أتفق معه عليها تقريباً ، وعموماً ومن وجهة نظري فأنا أرى أن تحليل د/معتز هو تحليل شخص (قدير) لكنه لا ينزل إلى أرض الواقع في الشارع المصري .. فهو يتحدث بناء على ما ينقل في القنوات الإخبارية والصحف وليس على ما يحدث بالفعل في الشارع المصري .. ورغم هذا فأنا أحترم آراءه وإن كنت أختلف معها ، كما أرى من وجهة نظري (الشخصية) أيضاً أن تحليله لن يغير من واقع الثورة شيئاً .. ولا يقولنَّ أحد إنني أشكك في وطنيته .. أنا أنقل وجهة نظري الخاصة وحسب ، مع كامل الاحترام للآراء الأخرى

* ملحوظة: هذا رابط المقال الكامل لد/معتز عبد الفتاح والذي قمت بالرد على بعض نقاطه
https://www.facebook.com/notes/%D9%83%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF/%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%B2-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%8A%D9%88%D9%85-9-%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1/288358947844599

أميمة الشاذلي
10/9/2011م
12/10/1432هـ

هناك تعليق واحد: