
ها هي النجوم تختفي رويداً رويداً ، ولم يتبق منها سوى كوكب الزهرة اللامع في وسط السماء ..
شفق وردي اللون يبدو أمامي في الأفق البعيد جهة المشرق .. ودعاء كروان يشق سكون الفضاء يجوب السماء شرقاً وغرباً ، وكأني به يوقظ الطيور كي تشهد لحظة ميلاد يوم جديد.
بدأت بعض السحب البيضاء تتخلل زرقة السماء التي تتدرج من لونها خفيف الزرقة إلى البياض ثم إلى لون هو بين الأبيض والأصفر ثم إلى رمادي داكن أخذ لونه يضيء شيئاً فشيئاً وكأن الشمس تخشى أن تزعج الطبيعة بضوئها المفاجىء ، وكلما زاد ضوء السماء خفت ضوء كوكب الزهرة وكأنه يتنحى بضوئه اللامع ليترك الساحة لسيد نجوم الأرض
طيور الصباح تشق صفحة السماء .. زقزقة عصافير .. أذان ديوك .. وهديل حمام.. وأنا و(يانّي) الذي اعتدت سماعه في لحظات التأمل ما زلنا في انتظار لحظة الشروق..
.
.
.
.
.
ها هي ذي الشمس تظهر في الأفق البعيد نائمة على فراش رمادي اللون تزيحه عنها شيئاً فشيئاً إلى أن يظهر قرصها كاملاً ،فتلقي بضوئها البرتقالي الهادىء على أطراف السحب المتكاثرة فوقه.. وتحلق الطيور نحوها لتستمد منها التفاؤل والأمل في يوم سعيد ، ثم تنتشر الطيور هنا وهناك لتعلن نبأ افتتاح يوم جديد ..
عصفور يزقزق عازفاً أروع الألحان الربانية .. وهديل حمام يتلو أذكار الصباح داعياً الكون كله لعبادة خالق الجمال مردداً: "اعبدوا ربكم" .. وأشجار تتمايل راقصة مع النسيم العليل وكأني بها تلقي تحية الصباح على ذاك النهر الذي لا يزال نائماً تحت ظل الشجر ...
ومع سطوع شمس الصباح أضاءت زرقة السماء .. وأنارت السحاب بعد أن كان يبدو لي منذ لحظات قليلة عابساً كئيباً ، ذاك السحاب تارة يخفي وراءه الشمس وتارة تذيبه هي .. تماماً مثلما تذيب من قلوبنا اليأس والكآبة، لتشرق أرواحنا بالأمل كما أشرقت الأرض بنور ربها..
الحامول - المنوفية
السبت: 5 شوال 1432هـ
الموافق 4 سبتمبر 2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق