31‏/12‏/2013

امبارح كان عمري


نهاية عام جديد
أشعر فيه بطعم النهاية لا البداية
أتساءل حرفيًا كم عمري .. فأجدني أحسبه على أصابعي كالأطفال الصغار
أنا حقًا ما عدتُ أكترث للأعمار
ولا أدري إن كنت في الخامسة والعشرين أم السادسة والعشرين إلا حين أحسبها كل مرة على أصابعي دون مبالغة
أنا لا أبالغ .. 
أنا حقًا ما عدت أحسب العمر بالتاريخ؛ لأن التاريخ حزين
وكثرة الأحزان في التاريخ تشوش على ذاكرتي المشوشة أصلاً
أحاول أن أتذكر بعض لحظات السعادة التي مرت بي .. أو مررتُ أنا بها ..
فيبدو لي أني أسلك طريقًا لا تمر عليه الأفراح إلا مراتٍ معدودة
كمرور الفرح على وطني الحزين
أو أن الأفراح هي التي خاصمتني لأني ما عدتُ أبالي بها أو أبحث عنها
أنا حتى لا أعرف إن كنت أبحث عن شيء ما أم لا
هل أنا أبحث عن اللاشيء؟!
أحيانًا يُهيأ لي أني أسير على غير هدى
أترك الزمن يفاجئني بما يخبئه لي
فأجده لا يخبئ لي سوى الأحزان
أتراني أفتش عن الأحزان؟!
أم تراني أسير في طريق العدم؟!
ما هو العدم؟! وكيف يكون؟!
ماذا هذا الهذيان الذي أهذي به؟
وما هذا الهراء الذي تخطه يداي؟!
هل هذا هو ما خرجتُ به من هذا العام؟!
أتراني أستكثر الفرحة أن أحسبها من عمري؟!
أم أن الفرحة أبتْ أن تدخل على قلبٍ نسجت الأحزان خيوطها حوله؟!
الآن لا أذكر سوى الموت .. ولا أخشاه
أذكره كصاحب مكان حللت عليه ضيفة منذ أن أدركت معنى الحياة غير المفهومة
أذكر البحر الهادئ الغاضب الذي أعيش فيه طيلة الوقت
أذكر البسمة المختلطة بالدموع حين أطالع ألبوم ذكرياتي
أشعر بأنني أعيش أفراح الماضي وأحزان الحاضر وتخوفات المستقبل المشوش
أعيش دموع الفرحة لا الفرحة نفسها
أعيش كآبة الحاضر لا حكمة الأحزان فيه
أعيش قلق المستقبل لا الأمل فيه
دموع وكآبة وقلق .. وصمت رهيب .. وكأني أحيا العدم
هل هناك من يحيا العدم؟!
وما هو العدم؟!
لا أدري

عصر الثلاثاء
31 يناير 2013

28 صفر 1435

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق