04‏/02‏/2011

لا تراجع ولا استسلام .. مع أم ضد؟!!!؟


ترددت طويلاً وأخذت من الوقت الكثير قبل أن أقرر كتابة هذا المقال

لقد هممت بأن أنضم مع الجمع الذي يرفض جمعة الرحيل .. وأن أدعو للتهدئة وضبط النفس..

ثم وكلما شاهدت أو سمعت شيئاً مما حدث في ميدان التحرير من شهود عيان أشعر أن موقفي سيجانبه الصواب.. وبأن كلامي سيكون بلا طائل ..لأنني شخصياً لم أكن لأقتنع بما كنت سأقوله.

فماذا كنت سأقول لأم أحد الشهداء الذين راحوا ضحية سيارة أمن ظهرت فجأة في شارع يمتلىء بالمتظاهرين في جوف الليل فدهست أكثر من عشرين مواطناً وأكملت طريقها؟!!!

ماذا كنت سأقول لشاب رأى صديقه يختنق جراء الغازات المسيلة للدموع والدم كما حكى لي شهود عيان؟!!

أو ماذا كنت سأقول لأهل من راح ضحية رصاص حي أو مطاطي؟!! أو لمن اُعتُقل أخوه أو أبوه أو صديقه وما من سبيل حتى الآن لمعرفة مصيره؟!!

وماذا أقول أنا لهؤلاء الرُكَّع السُجَّد الذين أبت سيارات إرهاب الدولة إلا أن تغرقهم بمضخات ماء في قلب الشتاء؟!!

وغيرهم وغيرهم... ماذا سأقول لهم؟

كيف لي أن أقنعهم بالانتظار حتى يُعرف الجاني ويقتص منه كل ذي مظلمة؟!!

لا تطالبنَّ أحداً منهم حين يتأخر القصاص أن يشارك ويطالب برحيل النظام بأكمله ومحاكمته .. لا تلومنَّ أسداً جريحاً حين ينقض على كل من يشتبه به أو من يتحمل المسئولية .. لا تلمونَّه..

وضعت نفسي مكان هؤلاء الشرفاء الأبرياء ثم تخيلت ردة فعلي وأنا أستمع إلى خطاب الرئيس الذي جاء بعد أربعة أيام ولا يقول فيه أي شيء عاطفي يجعلنا نشعر أن هناك من يشعر بنا ... وأقصى ما توصلت إليه سياسته آنذاك هو إقالة الحكومة !! هل هذا هو ما مات الشهداء من أجله؟!! إن إقالة الحكومة أمر يمكن أن يحدث في أي وقت يفضح فيها الإعلام أخطاءها .. ولكن أن يخرج ولمدة ثلاثة أيام شعب مصر من كل أنحاء الجمهورية وبناء على ما قالته السي ان ان بأن الجمعة وحدها كانوا يقدرون ب750 ألف .. أي ثلاثة أرباع المليون ..استشهد منهم من استشهد.. وجرح منهم من جرح.. واعتقل منهم من اعتقل.. وكل هذا من أجل إسقاط حكومة؟!!!

هل أصابت برودة الشتاء سياستنا حتى تتأخر كل هذا ثم.......... تقيل الحكومة؟!!

وقتها قلت في سخرية وألم: تمخض الجبل فولد فأراً .. إنني أشعر أنه سيبدأ معنا لعبة (الشطرنج) وسيبدل أماكن بعض الوزراء كما فعل سابقاً .. وصدق حدسي .. فقد فوجئت بوزارة جديدة قديمة.. لم تخلُ من الكثير من الوجوه التي سئمنا رؤيتها.. كما لو أن لعنة الفراعنة قد حلت بنا وحكمت علينا أن نظل أبد الدهر نشاهدهم ينهبون أموالنا ويتلاعبون بمقدراتنا .

بالله عليكم يا عقلاء مصر والعالم العربي كله.. هل هذا التغيير الوزاري يتناسب مع مشهد المصلين في ساحة التحرير والماء مسلط عليهم والقنابل المسيلة للدموع من وراءهم؟!!!

إن أقل قرار كان يمكن أن يتخذه الرئيس منذ اليوم الثاني بعد أن علم بمحصلة ما حدث في اليوم الأول هو إقالة وزير الداخلية ومحاكمته على الفور والتحقيق بشأن كل خطأ ارتكبه .. ولكنه وبعد يوم الجمعة وبعد منتصف الليل أتى ليبشرنا بحكومة جديدة مع تبديل بعض قطع الشطرنج فيها!! أي سياسة هذه؟!!! أي مسئول هذا؟!! إنه حتى لم يجرم وزير الداخلية ولم يتخذ ضده كل الإجراءات اللازمة من منعه من السفر وتقديمه لمحاكمة فورية...... لا.. مجرد إقالة عادية.. وكأنه مثلاً ارتكب خطأ إدارياً أو كان سبباً في مشكلة عادية!!

أين العدالة؟! وكيف تطلب من ضحايا هذه الكارثة الإنسانية ألا ينادوا لحشد مليوني ؟!!

وجاء الحشد المليوني يوم الثلاثاء حيث بلغ عدد المتظاهرين في أنحاء الجمهورية حسب الإحصاءات ما بين 8 مليون إلى 11 مليون مواطن قالوا وبأعلى صوت: لا للظلم ولا للاستبداد..

فماذا كان الرد؟!!

أعتقد أن يومها يعد أهدأ يوم منذ بدء الثورة.. فمع غياب الأمن المركزي وتواجد الجيش المصري غابت عنا كل مشاهد القمع والتسلط والأعمال الدنيئة التي شاهدناها في جمعة الغضب .. وختم اليوم بخطاب مبشر للرئيس تغيرت فيه لهجته تماماً ونطق فيه بما كنا ننتظره طويلاً طويلاً ..

استبشرت خيراً بما قال.. وتعجبت ممن قالوا: لا تراجع ولا استسلام رغم كل ما قاله الرئيس!

لم أفهم وقتها أو لم أستوعب وقتها السبب.. فربما فرحتي بالخطاب طغت على تفكيري.. فصرت لا أفكر إلا في عهد جديد مليء بالأمل .. ومصر جديدة مليئة بالحضارة ومبشرة بالمستقبل المشرق.. والجيل الجديد ..

وقتها قلت إنه لمن الضروري أن نكف عن مطالبتنا بالرحيل الفوري عن السلطة على لا تنقلب الأمور إلى فوضى ..خصوصاً بعدما أكد رئيس الوزراء الجديد الفريق أحمد شفيق أن المتظاهرون مهما طال بقاؤهم في ساحة التحرير فإن أمنهم وسلامتهم (على رقبته)..

وكنت على يقين أن خطاب الرئيس هذا سيقسم الناس بين مؤيد ومعارض.. وستقل شعبية التظاهرات سواء من الواقفين في الميدان أو ممن كانوا يؤازرونهم بأرواحهم في منازلهم .. وهذا ما حدث بالفعل .. ولكنني ظللت على رأيي هذا حتى ظهيرة اليوم التالي .. يوم الأربعاء . حين شاهدت ما شاهدت من اشتباكات غير معهودة لا تتناسب مع أخلاقيات المتظاهرين الذين كانوا ينظفون الميدان منذ ثلاثة أيام فحسب!! إذن فلابد من حلقة مفقودة في هذا المشهد.. ماذا حدث؟!!

إنها موقعة الجمل... واعذروني على سخريتي.. فقد اعتدت أن أخبىء مرارتي خلف سخرية تلقائية ربما تخفف جزءاً بسيطاً من ذلك الألم الذي أحياه ليل نهار ..

جمل وخيول تقتحم ميدان التحرير.. لا أدري لماذا ذكرني هذا المشهد بمشهد شارون عليه لعائن الله وهو يقتحم حرم المسجد الأقصى بخيله ...

يا الله! سأصدق حتماً من قال بأن هؤلاء لم يخرجوا بأوامر من الرئيس.. بالتأكيد فالرئيس لن يجهض خطاب الأمس الذي ألقاه .. وسأصدق بأن هؤلاء ليسوا من مؤيديه حيث أن مؤيدوه تظاهروا أمام جامع العالم مصطفى محمود رحمة الله عليه ... وعلى الرغم من أن بعض هؤلاء قد اتجه إلى ميدان التحرير إلا أنهم لم يكن لديهم جمل ولا ناقة .. ماذا حدث إذن؟!! ورد في الأنباء أن من قام بتسليط هؤلاء هو أحد أعضاء مجلس الشعب بنزلة السمان .. لا أستطيع أن أصدق أو أكذب هذا النبأ.. فلربما يكون هذا الشخص مغضوب عليه من عضو آخر في مجلس الشعب وأراد أن يلصق هذه الجريمة به.. أو ربما لم يكن هو المسئول الوحيد عما حدث.. ربما كان ذلك من تدبير أحمد عز أو حبيب العادلي انتقاماً من الرئيس حيث أخرجهم من الفردوس الزائف الذي كانوا يرتعون فيه .. أو لكي يشوهوا صورة الرئيس بعد خطابه حتى يفقد مصداقيته المفقودة بالفعل بسبب عامل الزمن .. فثلاثون عاماً من الوعود غير المرئية كافية لأن لا يثق أحد بتحقق وعد جديد من أي مسئول سواء كان الرئيس أو غيره ..

أياً كان الأمر.. فلا ينكر أحد منا أن هذه الجريمة وما أعقبها من قذف المتظاهرين بالمولوتوف من مجهول أدى إلى تفاقم الأمر وسعي بعض المتظاهرين لفعل المثل بما أوتوا من أدوات بسيطة ليردوا على المعتدي الغامض الذي لا نعلم حتى الآن من هو ومن وراءه..

طوال هذا اليوم ولا يخرج مسئول واحد ليعتذر عما حدث أو ليفسر لنا الأمر.. كل ما جاء في نشرة الأنباء هو أن وزير الداخلية الجديد ينفي أن يكون من فعل هذا له علاقة بجهاز الداخلية.. ولنا هنا وقفة .. سأصدق حقاً ما قاله الوزير.. فليس من المنطقي أن يشوه صورته في أول أيامه خاصة بعد كل ما حدث من نظيره السابق ... وبغض النظر عن المتسبب فهناك تساؤل يجول بخاطري حتى اللحظة : أين دور الداخلية في ميدان التحرير؟!! لماذا لم نرها تفصل بين القوات؟!! ولا يمكن لأحد أن يلوم الجيش على قلة حيلته فهو مدرب على التعامل مع العدو بأسلحة نارية يأبى الجيش أن يستخدمها ضد أبناء شعبه مهما كانت حدة الخلاف بين المتظاهرين .. أين الأمن؟!!! وإذا سلمنا جدلاً بأن التحرير كان من المقصود أن يتم إخلاؤه من الأمن حتى لا يحدث بينه وبين الشعب لما له من ذكريات مريرة في هذا الشأن.. إذا سلمنا جدلاً بهذا – رغم أن هذا ليس وارداً في منطق وسياسة الأمن فالمنطق يقتضي وجود عناصر للأمن ولو في ملابس مدنية تحسباُ لأي اشتباكات قد تحدث بين المتظاهرين – يبقى السؤال العالق في ذهني حتى الآن: أين شرطة المرور التي أعلنت الداخلية أنها قد عادت مرة أخرى إلى الحياة في شوارع القاهرة؟!! ألا يوجد أي رجل مرور واحد شاهد جملاً وخيولاً تسير في شوارع القاهرة من نزلة السمان بالهرم وحتى ميدان التحرير؟!!! إنها - لمن لا يعرف شوارع القاهرة – لمسافة طويلة تلك التي تفصل بين الساحتين .... أعلم أنه ليس باستطاعة أي شخص حتى لو كان عنترة بن شداد أن يوقف قافلة من جمل وخيول تسير بسرعة في شوارع القاهرة.. ولكن لماذا لم نسمع عن أي بلاغ تم تقديمه إلى الداخلية أو القوات المسلحة حتى يمكنهم التحسب لأمر كهذا وإيقاف شلال الدم الذي أريق بعده؟!!! لغز محير لم أفهمه حتى الآن.. ولا يوجد مسئول واحد يفسر لنا ما حدث..

هل هذا ما وعد به معالي رئيس الوزراء أحمد شفيق بأن أمن المتظاهرين (على رقبتي) ؟!! كيف لنا أن نصدق أي وعد بعد هذا؟!! لست أشكك في ذمة رئيس الوزراء الجديد فهو على ما يبدو كان جاداً وصادقاً فيما يقول.. لكن كيف لنا أن نضمن عدم وجود من يحاول نقض كل وعد من وعود الحكومة الجديدة؟!! ما الضمان إذن؟!!! لا جواب!!!! ثم وبعد ثمانية أيام من جريمة واضحة المعالم يصدر أمر بمنع بعض المجرمين وعلى رأسهم وزير الداخلية من السفر؟!!! بعد أكثر من أسبوع؟!!! ما هذا التهاون بشأن الأرواح المصرية؟!!! هل نحن مجرد خراف تموت ولا يبال بها راعيها؟!!؟ ونحن على يقين أن حبيب العادلي قد هرب خلال الأسبوع الماضي بعد (خراب مالطة) هو وعز.. فمن سيحاسبهم؟!! ربما يحدث لهم كما حدث للمتسبب في غرق العبارة الذي لم نره يلقى جزاءه حتى الآن وضاعت دماء الشهداء هدراً

والآن وبعد كل هذه المعطيات.. ماذا يجب أن أقول؟؟!!! وماذا يجب أن يكون موقفي؟!!؟

هناك من لا يزالون يطالبون بالتهدئة لإنقاذ مصر .. وهناك من ينادي بإيقاف الفتنة . ولي عند هذه الكلمة وقفة.. فقد أعجبني ما قاله المخرج خالد دياب في هذا الشأن .. قال بأن الفتنة هي أن ترى فئتين لا تستطيع تمييز المصيب من المخطىء فيهما .. ولا يمكنك أن تعرف مع أي فئة يكون الحق.. عندها عليك اجتناب الفتنة .. ولتفعل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (أغلق عليك بابك.. وليسعك بيتك .. ولتبك على خطيئتك)

أما ونحن نعلم جيداً مع من الصواب فهنا لن نكون من محدثي الفتنة .. بل إنني أقول لكل صامت وقتها: (الساكت عن الحق شيطان أخرس)

أن نرى مواطناً بسيطاً أعزلَ يقف ضده من يدعي أنه مواطناً مصرياً يمسك بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وقنابل المولوتوف بل والرصاص الحي كل هذا وما زلنا نسميها فتنة؟!!!

إن خير رد على هذا هو قول الله عز وجل: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى "فقاتلوا" التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)

إذن فمن العدل أن نقاتل هؤلاء الظلمة حتى التوبة والتوقف عما يفعلوه بنا .. فما بالك بمجرد الدفاع عن النفس والوقوف أمامهم بلا سلاح يذكر؟!!

المشكلة هنا هو أنه من المفترض أن من يقوم بهذه المهمة هو الحاكم وأعوانه.. يخرجون على الفئة الباغية حتى تثوب إلى رشدها .. ولكن الواقع هو أن العكس ما يحدث .. ولن أخوض في التفاصيل أكثر من هذا..

في النهاية ومع احترامي لكل من نادى بالتوقف .. ومع تفهمي واحترامي لكل من نادى بعدم التراجع وإكمال المسيرة .. أجد نفسي أقف على الحياد.. فلا أنا من مؤيدي جمعة الرحيل.. ولا من الفئة التي استكفت بما حققناه من نجاح (شفهي) . إنني ومع كامل احترامي لكليهما أرى أنه من الحكمة أن نؤيد من يتظاهر اليوم.. لا من أجل الرحيل ولكن من أجل الثأر لدماء الشهداء.. من أجل محاسبة كل متسبب ومقصر .. ومن أجل إسقاط كل ظالم.. فالعصابة لم تكن مجرد أحمد عز ولا حبيب العادلي.. إنها قائمة طوييييلة ممن عاثوا في مصر فساداً وضيعوا الدين والدنيا .. وإذا ما توقفنا الآن فسيبقى كل مفسد في مكانه.. بل وسيحاول تخفيف العقوبة عن كل ظالم حتى لا يفضحه هو ويكشف سره ...

بل وما أدرانا ألا نعود إلى منازلنا فنجد من يتربص بنا إما من الداخلية كي لا تتكرر ثورة أخرى وإما ممن كانوا كبش فداء هذه الثورة انتقاماً لأنفسهم؟!! ما أدرانا ألا يحدث هذا في غياب أمن خانه الكثير من رجاله؟!! من سيحمينا وقتها؟!

هناك من يقول: إذا حدث هذا فسنخرج جميعاً إلى ميدان التحرير مرة أخرى .. ما أدراكم أن صاحب المصلحة وقتها لن يمكنه إيقافكم بوسيلة أو بأخرى .. نعم نحن نمتلك سلاح القوة .. ولكنه سلاح وحيد لا نملك تجديده.. سلاح عرفه خصمنا فلا نستبعد أن يتخذ إحتياطاته في المرة القادمة تحسباً لأي ثورة ضد أي إجراء تعسفي غير مقبول ..

ما أدرانا؟!! وما الضمان؟!! لا أعلم حقاً إجابة لسؤالي هذا .. ربما لو قامت الداخلية بالافراج عن المعتقلين السياسيين جميعاً عدا الجواسيس بالإضافة إلى صرف تعويضات لضحايا هذه المعركة .. أقول ربما يكون هذا عربون عهد جديد بين الشعب والشرطة .. ولكن ربما لا يروق هذا للبعض.. فحياة الانسان لا تقدر بثمن ولا يعوضها أي شيء .. ولكنني أقول هذا بناء على معطيات سياسية تنذر بالخطر إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.. ولهذا حديث آخر أرد فيه على كل من تخوف على مصر من تخلات خارجية أو كل من قرأ مقالاً يحكي هذا.. أقول لهم وبكل بساطة.. إن هذه المنشورات قبل أن تصلكم لابد وأنها قد وصلت للمخابرات العامة المصرية التي هي بشهادة العالم من أفضل خمس مخابرات على وجه الأرض .. فلا يمنعنا خوفنا على وطننا وعشقنا للأرض والسلام من أن نطالب بحقنا .. ولن يضيعَ حقٌّ وراؤه مُطالب .. وأقول أخيراً .. إنه ابتلاء من الله عز وجل .. وتطهير لأنفسنا .. لك الله يا مصر.. ولنا الله يا شعب مصر.. ويا كل شعب عربي مضطهد على أرضه .. "ليس لها من دون الله كاشفة" .

عم إن في استجابة الرئيس لمطلب الغرب بالتنحي الفوري إهانة .. ولكن.. هو الآن أمام خيارين لا ثالث لهما .. إما الكرامة المصرية وإما الدماء المصرية ..معادلة صعبة ..ولكن لا مفر من الاختيار

اللهم اختر لمصر وللمصريين ما فيه الخير لهم في دينهم ودنياهم

اللهم أسألك أن تحفظ مصر وأهلها من كل مكروه.. وكل من أراد مصر بسوء فاجعل تدبيره تدميره يا قوي يا عزيز يا منتقم يا جبار... اللهم واحفظ شبابنا الذين يدافعون عن دينك وعما أردته من عدل في أرضك.. وعلى أرض الأنبياء.. اللهم ثبتهم بكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله.. واجعل دماءهم وقوداً يَصْلَى به كل من أفسد في هذا البلد أو أراد ذلك في نار جهنم.. اللهم وغير ما بنا إلى ما تحب وترضى.. واكتب لمصر وأهلها غداً ما فيه الخير .. اللهم يا حق يا عدل .. يا مجيب دعوة المظلوم .. اكفنا شر كل ظالم وانتقم منه يا منتقم يا جبار.. اللهم واحقن دماء المصريين فنحن لا يرضينا ولا يرضيك ذلك يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام .. بجاه حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم. وبحق هذا اليوم العظيم.. يوم الجمعة ... وصلى اللهم على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.



أميمة الشاذلي

صبيحة يوم الجمعة .. غرة ربيع الأول عام 1432هـ

الموافق 4 فبراير 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق